أحدث المواضيع

1/12/22

لبنان إلى أين؟... مُحلِّل سياسي يتوقّع "فوضى وإنفجار!" ‏

"ليبانون ديبايت"

تَكثُر التساؤلات عن جدوى الدعوة إلى الحوار في بلد مُنهار يتقاذف فيه المسؤولون ‏التُّهم وتحميل مسؤولية ما وصلنا إليه كل طرف للآخر، وقد جرّبنا الحوار لأكثر ‏من مرّة ولم نصل إلى نتيجة فما الذي سيتغيّر هذه المرة؟


في هذا السياق، اعتبر المُحلّل السياسي جورج علم أنّ "هناك 3 مسارات أرادها ‏رئيس الجمهورية من الحوار: ‏

‏-‏المسار الأوّل: فكّ ما يُسمّى بـ"العزلة السياسية" عن القصر الجمهوري نظراً ‏للكيديّات القائمة بين مختلف المكوّنات وأيضًا بين المعارضة العريضة للعهد ‏وسيّده.‏


‏-‏المسار الثاني: إعادة تفعيل الحكومة والعودة إلى جلسات مجلس الوزراء.‏

‏-‏والمسار الثالث: بحث ما يُسمّى كيفية الخروج من المأزق المالي. ‏


وقال في حديثٍ لـ "ليبانون ديبايت": "باعتقادي أنّ المواضيع التي طرحها رئيس الجمهورية كمادة للحوار، ‏إنطلاقاً من اللامركزية الإدارية والمالية، إلى إستراتيجية الوطنية الدفاعية، إلى ‏النهوض الإقتصادي والمالي ليس أوانها الآن، خصوصاً أن المرحلة الراهنة هي ‏مرحلة استحقاقات دستورية لا أدري إن كانت ستجري، والأمر الأهم أن الذين ‏أوصلوا البلد إلى ما هو عليه اليوم لا يمكن الطلب منهم الإنقاذ وهم المسؤولون ‏عما جرى".‏


أضاف: "لذلك ربما كان الغرض الأساس هو فكّ العزلة ما بين المعارضة ‏الواسعة والقصر الجمهوري. ويبدو أن المحاولة لم تنجح لأن هناك أركان ‏أساسية أو قُطب أساسية في البلد أعلنت صراحة أنها لن تشارك، وأصبحت ‏المشاركة مقتصرة على الفريق الضيّق من "8 آذار"".‏


‏"جدول الحوار قابل للبحث إذا كانت هناك رغبة بالحوار"، وفق علم. "بمعنى ‏أن رئيس الجمهورية قابل أن يتفاهم على برنامج للحوار وطرح المواضيع ‏التي يقترحها البعض ويراها أساسية. مثلا الرئيس نجيب ميقاتي قال إن الحوار ‏المطلوب هو إعادة نسج العلاقات الجيدة بين لبنان ودول مجلس التعاون ‏الخليجي والدول العربية. طبعا بند من هذا النوع كان أيضا يمكن طرحه على ‏جدول الأعمال إذا كان هناك من حوار".‏


ولفت إلى أننّا "نتحدّث عن المبدأ أي فكرة الحوار بحد ذاتها كانت مرفوضة، من ‏قائد القوات اللبنانية سمير جعجع يرفض الحوار، وأيضاً من رئيس الحكومة ‏السابق سعد الحريري، الذي له أكبر تمثيل سنّي في مجلس النواب، من سليمان ‏فرنجية المحسوب أساساً على "8 آذار" ومن جهات أخرى عبّرت عن رفضها ‏التام للفكرة". ‏


أما عن احتمال إجراء الانتخابات، رأى علم أنّ "ليس هناك من معالجات فإذا ‏كان الحوار غير ممكن، بالتالي علينا أن نسأل هل هناك من قدرة على إعادة ‏جمع مجلس الوزراء، وأن تستأنف الحكومة جلساتها؟ حتى الآن لا يزال ‏‏"الفيتو" المطروح على أعمال الحكومة قائماً، إذ يجب أولا "قبع" القاضي طارق ‏بيطار أولاً لكي يعاد النظر باستئناف الجلسات، وهذا الأمر لا يمكن أن تقدِم ‏عليه الحكومة لاعتبارَيْن:


-أولا الإعتبار الوظيفي إذ لا شأن للسلطة التنفيذية ‏على السلطة القضائية هناك استقلالية بين السلطتين. ‏


‏-‏الأمر الثاني أن رئيس الحكومة "السني" لن يرضخ إلى المطلب "الشيعي" ‏في فرض أمر معيّن على الحكومة هذا يكون 

من خلال الحوار وليس ضمن ‏منطق فوقي، فإذا لم تكن هناك من معالجة بديهية لكي تستأنف الحكومة ‏أعمالها فمعنى ذلك أن الفوضى ستكون عارمة من الآن وحتى موعد ‏الانتخابات، وربما أن تؤدي هذه الفوضى بالإنتخابات أيضا". ‏

وأردف: "علينا أن نذكر اليوم أن الدولار تخطّى الـ32 ألف ليرة، أي أن ‏الضائقة الاجتماعية والمالية ستؤدي حتمًا إلى الإنفجار، لم يعد هناك شيء في ‏البلد فما الجدوى من الإنتخابات؟. وإذا حصلت الانتخابات بفعل فاعلٍ فأنا لا ‏أرى تغيير، قد يكون التغيير ببعض الوجوه ولكن بطبيعة الحال القوى ‏المؤثّرة، وهي قوى طائفية ومذهبية، سوف تعود وربما بأحجام مختلفة ولكن ‏وجودها مستمر. والمشكلة في لبنان مشكلة نظام". ‏


وعما إذا كان "حزب الله" يتلطّى خلف المحقق العدلي في قضية المرفأ القاضي طارق البيطار للتعطيل، أجاب علم: ‏‏"حزب الله يُعطّل جلسات مجلس الوزراء ويفرض رأيه على كل شيئ، ‏وعندما يقول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "نحن أسياد البلد"، ‏هذا كلام كبير ماذا يعني؟ ومن تبقى من اللبنانيين هم عبيد، ما هذا ‏المنطق"؟. ‏


ومضى علم قائلًا: "أنا لا أرى أن "حزب الله" يريد حكومة تتفاوض مع ‏صندوق النقد الدولي، لأنه خاضع للإدارة الغربية الأميركية. وعندما قال ‏الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إنه يريد الاتجاه شرقاً يعني إيران ‏وبعدها الصين عبر إيران". ‏


وأعرب عن خشيته من أن "نكون ضالعين في مخطّط كبير يقوم على تفريغ ‏لبنان من اللبنانيين لدمج النزوح السوري واللاجئ الفلسطيني، هذا الواقع ‏وهو قرار متّخذ من الولايات المتحدة الأميركية وحتى من دول الاتحاد ‏الأوروبي الذي نعوّل على مساعداته، هم يقولون صراحة دمج اللاجئين في ‏الدول المضيفة". ‏


وعن مصلحة "حزب الله" بتسهيل ذلك من خلال التعطيل والعرقلة وصولا ‏إلى انهيار لبنان، أوضح علم أن "الحزب يساعد لأنه يدخل في ما يسمّى ‏محور الممانعة، والكلمة ليست عنده إنما عند الوليّ الفقيه، تأتي الأوامر ‏والإرشادات ومن ثمّ يتصرّف "حزب الله"، لذلك باعتقادي أنّ قرار الحزب ‏ليس من عنده وهو نابع من قائد "الحرس الثوري"، بالتالي هذا الأمر يخدم ‏مشروع إيران". ‏


‏وعن مصير لبنان، قال: "حتى في ظلّ هذا الثقب الأسود القائم أمامنا وغياب ‏الحلول والحوار وعجز الحكومة، أنا لا أرى أن هناك إنتخابات وإن حصلت ‏ستكون صوريّة". ‏


وردًّا على سؤال لبنان الى أين؟، الجواب بحسب علم "إمّا أن تأتي دولة ‏وتحكم لبنان كما فعلت سوريا أي أن يصار إلى انتداب بدولة تدخل بجيشها ‏وتحاول أن تتصرّف كما تصرّف السوري، أو أن يكون هناك مؤتمر دولي ‏تشارك فيه كل الدول المؤثّرة على الساحة اللبنانية، بدءاً من إيران الى آخر ‏دولة ليُصار الى تفاهم على صيغة جديدة ونظام جديد"، مؤكّداً أنه "خارج ‏هذا الإطار اللبنانيون أعجز من أن يتفاهموا على حلول، وبالتالي حتى ولو ‏كانت طاولة الحوار قائمة في بعبدا حكماً، سيكون عليها "حزب الله" و100 ‏ألف مقاتل هم الذين سيتحكّمون بالقرارات". ‏