الجوكر، الإنسان الممسوخ، الطالع من جحيم الظلم والانسحاق، من مبنى آيل إلى التداعي مادة ورمزا، إلى الطرقات المزدحمة بأكياس القمامة (واضح ان المخرج تعمد حشوها في معظم المشاهد) ، المُستغل، المعنف، المجهول النسب، الطيب بفطرته وأصله رغم مشاكله النفسية والذي لا يعني للنظام أي شيء.. هو رقم.. جثة.. عبء..
هذا الإنسان هو صنيعة كل شيء، ابتداء من البيت المشتت (نتيجة نظام وتحرر) ، وصولا للمجتمع (القوي يأكل الضعيف)، وصولا للمنظومة الاقتصادية والإعلامية.. منظومة البراغيث التي تتغذى على دم المستضعفين والمهمشين.. تنتفخ وتكبر وتتكرش.. وتلمع.. وتجمع الثروات.. ثم تسحق الضعفاء من جديد ليبقى بريستيجها مضمونًا ولامعًا.
الجوكر حالة.. الجوكر بلاد ومدن.. وبشر... ودول..
الجوكر كلمة (لاا) ولكن بمسدس مسه الجنون من قسوة كل شيء، فلم يعد يجد الحل سوى بإطلاق النار، حكم الإعدام على رموز الأنظمة البائسة.. والمجتمع المنافق..
الجوكر نتيجة لقبح الإنسان ودناءته.. نتيجة سكوتنا عن ظلم أحدنا الآخر.. وخنوعنا.. ورضانا بالظلم..
كان مرة، يوما، لحظة، يكفيه كلمة واحدة: أنت موجود. أنت إنسان لا حشرة. أنت محبوب ومُقدّر. أنت قابل لتشكيل الطموح والنجاح والحلم. ونحن نعطيك الفرصة الحقيقية لا لاصطيادك ككائن مهمش أقصى فرصة أعطيت له هو أن يكون محط سخرية الملايين لكي يحصل برنامج على أعلى نسبة مشاهدة!
الجوكر.. يفضحنا
يفضح قباحة الإنسان. ليقول لنا أنتم لستم في القاع، القاع أعلى منكم بكثير، لقد وصلتم الدرك الأسفل. ما هو أعظم من قتل جسد الإنسان.